الأربعاء، 22 أكتوبر 2008

هذيان على الأطلال


تستهويني الكلمة أينما كانت في رواية أم مقال أو قصيدة ,أن وظفت الكلمة للمعنى الصحيح الذي يصيغ لحظة تلقيها , فالكلمة تكون أحيانآ كالجدول لمتلقيها أما أن تغسل جراح روحه بالماء أو بطين الجدول وبالحالتين هي دواء فالراحة والألم يجب أن تحترم بالنفس , فالراحة تجلب السعادة للمرء والألم يجب أن يحترم حتى لا يفتضح ويومها يكون المرء يستحق الرثاء ولا يستحق السعادة أن اتت!!!!؟
الدكتور والشاعر أبراهيم ناجي شاعر معلقة الأطلال الذي غنتها أم كلثوم ,,,لا تستطيع أن تصف أبراهيم ناجي بكلمة ولا تضيف قبل أسمه لقب فهو لغز لا تستطيع حله ,,, عندما تقرأ لأشعاره تغوص في كل حرف باحثآعن لحظة ثورة الأحرف التي صنعت الكلمة وقتال الكلمات التي أنتصرت للقصيدة ,,,, تعلمت من ناجي فلسفة غريبة أن الأنسان في صراع دائم وغير متكافأ مع الكلمة فأما تفترسك الكلمة ويومها تضيع المعاني وتصبح أسيرة صدرك أو تفترس أنت الكلمة مطلق قيد المعاني لمعنيه ويومها تعيش نشوة اللحظة......؟
يا فؤادي رحم الله الهوى كان صرحآ من خيال فهوى
يا رياحآ ليس يهدأعصفها نضب الزيت ومصباحي انطفى
فقصيدة الأطلال جميلة جميلة جدآ حتى أن من يقرأها كاملة يجد ان أختصار ابياتها في أغنية الأطلال ظلمها وظلم أحرف لم تثور إلا في لحظة صدق الخيال بها فأصدق الهوى ,,, أي لحظة لإبراهيم ناجي جمع أحاسيس كل قارئ لقصيدة بأختلاف لحظات عشقهم وجنون الهوى وهذيان أرواح تشكو الجوى وصدآ وهجران و وعدآ ما أنطوى ,,, ؟
قال ناجي في أطلاله
قدم تخطو وقلبي مشبه موجة تخطو إلي شاطئها
أيها الظالم بالله إلي كم اسفح الدمع على موطئها
رحمة انت فهل من رحمة لغريب الروح أو ظامئها
يا شفاء الروح روحي تشتكي ظلم آسيها إلي بارئها
أعطني حريتي أطلق يديه أنني أعطيت ما أستبقيت شيئ
آه من قيدك ادمى معصمي لمن أبقيه وما أبقى على
مع أحتفاظي بوعودأ لم تصنها والإم الأسر والدنيا لديها
أنا جفت دموعي فاعف عنها أنها قبلك لم تبذل لحي
وقال ناجي
قد رايت الكون قبرآ ضيقآ خيم اليأس عليه والسكوت
ورأت عيني أكاذيب الهوى واهيات كخيوط العنكبوت
كنت ترثى لي وتدري المي لو رثى الدمع تمثال تموت
كنت تدعوني طفلآ كلما ثار حبي وتندت مقلتي
ولك الحق لقد عاش الهوى بي طفلآ ونما لم يعقل
ورأى الطعنة اذ صوبتها ومشيت مجنونة للمقتل
رميت الطفل فانمت قلبه هل اصبت كبرياء الرجل
ومن أبيات ناجي في معلقته
أيها الساهر تغفو تذكر العهد وتصحو
وإذا ما لتأم جرحآ جد بالتذكار جرحآ
فتعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو
أو كل حب في نظرك غفران وصفحآ
هاك فانظرعدد الرمل قلوبآ والنساء
فتخير ما تشاء ذهب العمر هباء
أي شرارة تلك الذي جعلت أبراهيم ناجي يخرج من صمته ويعيش قصة عشق وشجن وجرح فراق ليجمعها في لحظة طحن الأحرف وأفترس الكلمات حتى صاغ هذة القصيدة التي صنفت من أجمل عشرون قصيدة عشق ,,,,,
أي أطلال حمل كل هذا الحزن والتمرد واللهو والطيش أم أنه هذيان على الأطلال وجنون لا يهوى المحال, حتى غطى المكان معاني الكلمات .. تحب لتجرح وتعشق الآهات؟فهل تحمل الخيال ما لا يتحمله الواقع فثارتالروح في خيالها وباحت على الأطلال أسرارها..؟
أنه هذيان الروح أو حديثها فهل الحديث أختلف عن الهذيان عند ناجي وأطلاله أنه تذكر وعاتب وأشتاق كره وتألم وبكت روحه فلا أبداع دون شقاء ....فالرجل يظل حزينآ صامتآ في أغلب الأوقات إلا أذا أراد تعذيب المرأة فأنه يصبح ماهرآ في الحديث صانع محترف للكلمة وهذا ما فعله ناجي في قصيدته الأطلال فكلمات عشقه وجرحه ستلامس كثيرآ من النساء حتى أنه سيجرح النساء بجرحه , وستقف كثيرآ منهم على أطلال ناجي تبحث عن الهوى حتى وأن كان صرحآ من خيال فهوى مردده أطلال ابراهيم ناجي
لست أنساك وقد أغريتني بفم عذب المناداة رقيق
ويد تمتد نحوي كيد من خلال الموج مدت لغريق
آه يا قبلة أقدامي أذا شكت الأقدام اشواك الطريق
وبريق يظمأ الساري له أين في عيناك ذياك البريق